تقرير توصيفي عن الذكرى الثالثة لتشرين

Thursday, October 6, 2022

تقرير توصيفي عن الذكرى الثالثة لتشرين

(( تقرير توصيفي عن تظاهرات ١/ ١٠ / ٢٠٢٢ ))


تشرين الثالثة!!

في ذكرى انطلاق احتجاجات تشرين للسنة الثالثة، خرجت دعوات من قوى شعبية واجتماعية بالاضافة الى قوى سياسية محسوبة على تشرين، بالدعوة لانطلاق مظاهرات استذكارية .

انقسمت المطالب بين  أصلاح النظام السياسي، وكشف المتورطين في اعمال القتل التي طالت المحتجين ومحاسبتهم، بالاضافة الى معالجة المصابين وكشف مصير المختطفين.

بينما طالب القسم الاخر بسحب الشرعية من القوى السياسية واسقاط النظام.

اتخذت الحكومة العراقية العديد من الاجراءات الاحترازية لمواجهة التظاهرات، حيث قامت بنشر قواتها بشكل كبير مع قطع العديد من الطرق و وضعت الحواجز الكونكريتية باكثر من موقع داخل العاصمة بغداد، واحكمت اغلاق الطرق المؤدية الى المنطقة الخضراء، خاصة جسري السنك والجمهورية، في سلوك عد للترهيب والتاثير على المتظاهرين، ومحاولة عرقلة وصولهم الى ساحة التحرير والنسور ( مواقع التظاهر المحددة)

بدات الاعداد بالتحشد منذ ساعات الصباح الباكر يوم ١/ ١٠، ووصلت الاعداد في الساعات الاولى بالمئات لتستمر الاعداد بالتزايد  لتصل الى الالاف قبيل منتصف اليوم.

كانت عملية دخول المحتجين بانسيابية ووضع حواجز امنية وتفتيش دخول المتظاهرين، ومنع دخول  اي ادوات حماية  للمتظاهرين، ومنها الخوذ.

استمرت التظاهرات في الصباح بوتيرة بطيئة، ولم يشوبها اي صدامات قوية، عدا اطلاق قذائف الفلفل الحار والصوتيات بشكل محدود ومتقطع، ثم تحول   الامور  الى حدوث تصادم عند محاولة تسلق الحاجز الكونكريتي، ورشق قوات الشغب بالحجارة من قبل عشرات المتظاهرين، لترد بعدها قوات مكافحة الشغب باطلاق الدخانيات والصوتيات بشكل اكبر، مع قيام افراد قوات  من الشغب برشق المتظاهرين بالحجارة واستخدام المصيادات البدائية باطلاق الكرات الزجاجية الصغيرة، وقد شوهد سلاح بندقية صيد  ( خرطوش  ) واحد وتم استخدامه باتجاه المتظاهرين وسُجلت اصابات عديدة نتيجة ( الصچم ) حيث اكدت لنا احد المسعفين بوصول العديد من الجرحى بأصابات  بمختلف انحاء الجسم  بتأثير تلك   الاطلاقات و الخراطيش.

ان بعض قوات الشغب تصرف بطريقة استفزازية تجاه الشباب المحتجين، منها الرقص على الحواجز والتاشير للمتظاهرين للتقرب واطلاق السباب، والحركات غير اللائقة، الذي ازم الموقف وساهم باندفاع اكبر من قبل المحتجين الذين استخدموا  الدروع والحاويات للتقرب من الحاجز الامني مع رشق القوات بالحجارة!

بدأت الاعداد تتزايد وسجلت اعداد المتظاهرين في ساعة الذروة بين (٢٠٠٠٠_٤٠٠٠٠) تقريباً في ساحة التحرير بعد الساعة السادسة مساءً، مع استمرار التصادم واطلاق القذائف الدخانية والصوتيات بشكل اكبر.

ازدادت حالات الاختناق و الجرحى بين المتظاهرين، منها اصابات في الراس والوجه، وسجلنا حالة واحدة لبتر يد ( الكف مع جزء من المرفق الاسفل )متظاهر واحد نتيجة انشطار قنبلة صوتية، قام بحملها قبيل انفجارها ظن منه انها دخانية.


في ظل كل هذة الاحداث سجلنا منع دخول سيارات الاسعاف الى موقع التصادم بقرب جسر الجمهورية او التحرير، وكانت اقرب سيارة اسعاف اسفل الجسر على مسافة تزيد على نصف كيلو متر واحد، وسيارات اسعاف اخرى على بعد اكثر من كيلو متر واحد من جهة الطيران، وقد تم السماح بدخول بعض عجلات الاسعاف التابعة للدفاع المدني بعد الساعة ٦ مساءً نتيجة لكثرة الاصابات وخطورتها.

وعند الساعة التاسعة مساءً، قامت قوات الشغب باتخاذ قرار فض التظاهرة ومهاجمة المحتجين من دون سابق انذار، حيث ظهرت اعداد كبير من اسفل الجسر ومن الاتجاهات الاخرى وعبرت مجموعة كبيرة الحاجز الكونكريتي مسلحة بالعصي والدروع، وتوجهت بشكل سريع صوب المتظاهرين مع استخدام مكثف لاطلاق قنابل الفلفل الحارق والقنابل الصوتية،كما سجلنا بشكل مباشر اطلاق قنابل حارقة يدوية الصنع ( مولوتوف ) من قبل هذة القوات اتجاه المتظاهرين.


لاحقت القوات المهاجمة المتظاهرين داخل الازقة والشوارع الفرعية، وتم احتجاز العشرات من الشباب واقتيادهم مع  الضرب الى اماكن بعيدة عن اعين المارة، ولم تحيل اي منهم الى اي مخفر شرطة او اي موقع امني اخر، واقتصرت عملية الاحتجاز لدقائق قليلة  او قد تصل الى الساعة وبعدها اطلقت صراحهم.

استمرت عمليات المطاردة الى سريع محمد القاسم، وقامت القوات بايقاف بعض العجلات بحثاً عن متظاهرين محتملين، وهاجمت كل من يقوم بتصويرهم من قبل المواطنين، وصلت لتدمير وسرقة بعض الهواتف النقالة، والحاق الاضرار بالعجلات التي يكون بداخلها افراد يرفعون هواتفهم لتصوير الاحداث.

الاصابات:

اعلنت الداخلية العراقية عن اصابة ١٩ عنصر من قوات مكافحة الشغب، وبلغت مجموع الاصابات بين المتظاهرين الى ٢٨ حالة اختناق حسب بيان الداخلية.

من جهتنا لم يتسنى لنا تحدد عدد الاصابات، الان احدى المسعفات اكدت ان مجموع الاصابات التي شاهدتها وعملت عليها تتجاوز الـ١٠٠ حالة، اغلبها نتيجة الاختناق بالغازات الحارقة، وبعضها كانت شديدة، حيث وصفت ان حدت الغازات المستخدمة كانت شديدة، كما قالت ان العشرات من الجرحى نتيجة لاصابة الخراطيش ( صچم ) بمناطق مختلفة من انحاء الجسم، وبعض الاصابات كانت جروح بالراس والوجه، اضافة الى حالتين حرق باليد نتيجة حملهم القنابل الدخانية ومحاولة القائها بمكان بعيد عن تجمهر المتظاهرين.

وردتنا بعض المعلومات عن اختفاء ناشطين ومحتجين من ساحة التحرير عند مغادرتهم لها، ولم يتسنى لنا التاكد من صحة هذة المعلومات.

هذا ونؤكد اننا مستمرين بتحليل المعطيات والمعلومات حول التظاهرات الاخيرة، ونكرر مطالبتنا باحترام حق التظاهر وحماية المتظاهرين وايجاد الحلول العاجلة لتقليل من حدة الاوضاع العامة في البلاد.


٦ تشرين الاول- بغداد

#AHR

Post a Comment

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتر