تقرير قصصي: الاسترزاق بالبشر في الرمادي!

السبت، 4 فبراير 2023

تقرير قصصي: الاسترزاق بالبشر في الرمادي!

 تقرير قصصي: الاسترزاق بالبشر في الرمادي!

يتجول طفلان في شارع المستودع، تتراوح أعمارهم بين (٨_ ١٠ سنوات) يراقبون المارة، ويركضون صوب الخارجين من محلات التسوق، يتوسلون الحصول على أموال بسيطة، تجمع على مدار ساعات محددة لحين الوصول الى المبلغ المحدد ( ٢٥٠٠٠ ) خمسة وعشرون الف دينار، هكذا يقول احد الطفلين، وان من يجبره هو زوج عمته، الذي يعيش مع عمته و  شقيقته!

الى الامام قليلاً وجدنا رجل كبير يبدو تجاوز الـ٥٠ من عمره، يدفع عربة فارغة، توجه لنا سائلاً عن عمل، لقد فتح حديثاً مهذباً، بعدها اصبح يسرد قصة عدم كفاية المعيشة ليطلب بشكل مباشر المساعدة المالية! مما دفعناً لسؤال الشخص عن معلومات سكنه او تواجده لتقديم المساعدة او إيجاد عمل مناسب الا ان الرجل ظل يتهرب من الإجابة والح الحصول على أي مال يمكن ان يهب له من قبلنا!




التسول ممنوع قانوناً ومحرم شرعاً، واجتماعياً لا يلق قبول، مع ذلك نجد من يعطي أموالا بسيطة دون ان يتأكد من مدى حاجة الشخص المقابل، وكيف يمكن ان تصرف هذه الأموال، وان الكثير يجهلون ان  التسول يعد مظهر من مظاهر الاتجار بالبشر.
عند دخولك لشارع البريد تجد أحيانا رجل طاعن في السن يقف على عكازة رافعاً يديه، ويقوم باستجداء سواق المركبات، وقفنا لثلث ساعة لنجد ما يقارب ٦ عجلات توقفت وقامت بمنح الرجل مبالغ مادية، تقربنا من الرجل لمحاولة الاستكشاف، وفتح حوار معه لم يكن يستجيب لنا، ولا يمكننا الجزم الا ان الرجل لم يكن طبيعياً، ولا نستطيع التكهن من دون دليل، ما اذا كان متعاطي لمسكر او مخدر او سبب التصرفات غير المفهومة.

الى شارع عمر بن عبدالعزيز، لاحظنا طفل يحمل علبة محارم يقف امام احد المطاعم ينتظر الخارجين ليتوجه مسرعاً يطلب المال بحجة البيع، في حين يقف طفل اخر على الجانب المقابل يحمل علكة امام احدى الصيدليات، كان يتحدث بلهجة سورية.
سئلنا بعض الأشخاص ممن شاهدناهم يدفعون الأموال الى المتسولين عن سبب تقديم الأموال لأشخاص غرباء لا يعرف الى اين تصرف عطاياهم، أجاب البعض لمساعدة، وان إجابة السائل تمنح الاجر والحسنة حسب رايهم، لكن هناك من أجاب لتخلص من الحاح وملاحقة المتسولين فانهم يضطرون لدفع فئة الفكة ( الخردة ) لان أحيانا كثير لا يوجد مفر منهم سوا الرد بقسوة او دفع فكة.

كنا نشاهد منذ مدة تجمهر مجموعة أطفال في شارع السدة العام ،امام مطعم طبق المندي يتوسلون الخارجين منه ومن الأسواق المجاورة الحصول على مساعدة، الا انه شوهد في الفترة الأخيرة ( أسبوع قبل اصدار هذا التقرير ) اختفائهم من هذا المكان!
ليلاً يجلس طفل ( دون ١٠ سنوات تقريباً ) على رصيف الشارع العام المحاذي لمستشفى الرمادي العام، يرتجف من البرد، ويجمع من السواق المارين بجانبه ما يعطونه، قاربت الساعة ١٢ قبل منتصف الليل، ليعبر الشارع ويؤشر لسيارات المارة لتقله، دون ان يعرفهم!
ينتقل يومياً الى منزلة من خلال الركوب مع الغرباء، ليقلوه على طريقهم حسب قوله، واحيانا يتنقل بين ٥ سيارات واكثر ليصل الى اقرب نقطة من مسكنه ويكمل بعدها الطريق مشياً الى بيته، ويقول ان الكثير من الأطفال المتسولين الذين يعرفهم، يتنقلون بنفس طريقته، مما يعرضهم لمخاطر كبير، منها إمكانية تعرض لاستغلال الجنسي او انخراطهم بالعمل لصالح العصابات الاجرامية.

التسول الكترونياً:
 تضع صورة لطفل مع تقارير طبية، مع وصف لحالة والمطلوب التبرع لمساعدة هذه الحالة يتم نشرها وارسالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نحن لا نفند جميع الحالات الإنسانية المنشورة، لكن الكثير من الغموض يلف حول هذه الطريقة، اذ تواصلنا مع احد هذه الإعلانات وطلبنا التواصل المباشر مع صاحب الحالة لكننا لم نوفق باللقاء مع صاحب الحالة بسبب التسويف والمماطلة من قبل ناشر الإعلان!

الخلاصة:
نحن والكثير من الناشطين والمنظمات التي تم التواصل معها لبحث ملف الاتجار بالبشر، نعتقد ولدينا ما يكفي من القرائن التي تدل على ان اغلب عمليات التسول منظمة وتقودها في الكثير من الأحيان عصابات إجرامية تمتهن الاسترزاق بالبشر، وان الكثير من الموضوعات لم نستطع التطرق اليها او التعمق في البحث عنها لحساسيتها مثل تجارة الجنس وتجارة الأعضاء البشرية!

منهجية التقرير:
من خلال الرصد والتوثيق والمتابعة لبعض الحالات التي شوهدت امامنا، ولفترة ١٠/ ١ لغاية ٣/ ٢ من العام الجاري.



كما عقد جلسة تحليل لملف الاتجار بالبشر بما يخص جانب التسول، وساهمت المعلومات التي قدمها المشاركون/ات بتعزيز وتأكيد المعلومات الواردة في والتقرير.








إرسال تعليق

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتر